القضاء على اللا سامية

السامية المعادية للسامية تعمل بطريقة مختلفة عن أنظمة الاضطهاد الأخرى. بدلا من وضعهم بالطبقة السفلى من المجتمع، تم وضع اليهود في المنتصف حيث يمتصون الصدمات للطبقة الحاكمة. فهم كيف تم تطوير اللاسامية كاستراتيجية لإلقاء اللوم عن الظلم المنظم مفيد لفهم موقع دولة إسرائيل على المستوى العالمي.

وفقاً لنظرية قدمتها أرورا ليفينز موراليس، الهدف من اللاسامية هو إنشاء مجموعة ضعيفة وعازلة يمكن رشوتها ببعض الامتيازات والحماية لإدارة استغلال الاخرين.

تحت سيادة النظام الاقطاعي، كان اليهود “عملاء الوسط” تم استخدامهم كمندوبين محليين للطبقة الحاكمة البعيدة والتي استغلتهم وضغطت بنفس الوقت على فلاحي وعمال أوروبا. لقد عمل اليهود مع الطبقة الحاكمة في أوروبا لأن تجربة الاضطهاد التي خضعوا لها جعلتهم يائسين للشعور بالأمان. لكن عند تراكم الضغوطات الاجتماعية، كانت الطبقة العازلة هي الملامة وكبش الفداء لإلهاء الأفراد في الطبقة الدنيا عن جرائم الطبقة العليا. الفلاحين الذين بدأوا برامج ضد جيرانهم اليهود لم يصلوا إلى قصر النبيل. تشرح ليفينز موراليس بأن هذا كان دور اليهود في القرون الوسطى في أوروبا.

إضفاء الطابع المؤسسي على اللاسامية في الولايات المتحدة كان أكثر تعقيداً. على الرغم من أن العنصرية المنظمة كانت مصممة لتأكيد فشل مجتمع السود بأرقام عالية. اللاسامية تضمن لليهود اندماج واضح ونجاح غير مناسب مما أدى إلى تعزز نظريات المؤامرة ضد اليهودية. لذا تم تجهيز اليهود في المجتمع ليكونوا كبش الفداء بسهولة من قبل المؤسسة عند وقوع أزمة كبيرة.

على نطاق أصغر، سبب ذلك وجود صراع بين اليهود وأقليات المجتمعات الأخرى الذين يرون اليهود كمستفيدين من نفس المؤسسات التي تضطهدهم. فكلما زاد شعور اليهود بالضعف زاد يأسهم للحصول على الأمن مما يزيد من اعتمادهم على بنية/هيكلية القوى.

يبدو أن هذا هو الدور المصمم لدولة إسرائيل على المستوى العالمي.

اعتقد رئيس وزراء إسرائيل الأول ديفيد بن غوريون بأن بقاء الدولة يعتمد على تحقيق مصالح أمة قوية. “رعاية القوى الخارقة” كان نتيجة قرون ظروف معادية للسامية وكانت أول علاقة رغبوا بتطويرها مع الاتحاد السوفيتي قبل التحول إلى فرنسا وفي النهاية أصبحوا تحت سيطرة الولايات المتحدة. هذه العلاقات قدمت لإسرائيل شعور بالأمان على المستوى العالمي لكن تطلبت أن تعمل إسرائيل وفقاً للمصالح الغربية في المنطقة السامية.

ناتان يلين مور الذي قاد المقاتلين لتحرير اسرائيل ضد الحكم البريطاني في الأربعينيات من القرن الماضي وكان مؤيداً لفكرة التضامن السامي، خاب أمله عندما وقفت إسرائيل بجانب القوى الإمبريالية ضد أكثر حلفاء متوقعين للشعب اليهودي.

امن يلين مور بأن إسرائيل يجب أن تكون عامل ثوري على المستوى العالمي، تقف مع المضطهدين، وتحمي المنطقة السامية من مخططات الامبرياليين. لكن بسبب معاناتهم من الشتات ولانهم لم يكونوا على قدر من الراحة بالسلطة، لم يكن المجتمع الاسرائيلي جاهزا لأفكار ثورية كهذه. لكن الان التغيرات الديموغرافية التي حصلت على مر العقود أضعفت الطبقة الحاكمة المتمثلة بالغرب في إسرائيل وأعطت مزيدا من القوة لقطاعات المجتمع المتصلة أكثر بالهوية اليهودية. قد يكون عامة الشعب الإسرائيلي الان أكثر وعياً وتقبلاً للأفكار الجديدة.

تحرير الشعب اليهودي يتطلب من إسرائيل التحرر من دورها كمندوب ظالم من خلال أخد قرار واعي لوقف مساندة ظالمي العالم والبدء بالوقوف بجانب المضطهدين، اسرائيل لا يمكنها فقط تحييد فعالية اللاسامية، لكنها تستطيع أيضا أن تلعب دوراً ثوريا في تقدم الإنسانية.